دخلنا
فصل الشتاء، وبدأت مسألة مضاعفات برده على جسمنا وصحتنا تطرح نفسها. البعض منا
يعشق الشتاء والآخر الصيف ولكل شخص أسبابه الخاصة. لكن جسمنا يملي علينا جميعاً
بالتقيد ببعض القواعد الأساسية لمواجهة كل فصل من أجل الحفاظ عليه بشكل سليم وعدم
تعرضه للضرر بقدر الإمكان. فماذا ينصح المختصون بهذا الصدد؟
من
المهم المحافظة على حرارة الجسم الطبيعية دون مبالغة، لأنه كما يقول المثل: "الزائد
أخ الناقص"، فليس مطلوب منا ارتداء أطنان من الملابس، ولا أن نهمل تدفئة
جسدنا بالألبسة المناسبة خاصة النواحي الأكثر حساسية مثل الرأس والرقبة والصدر،
حيث تنجح الجراثيم والفيروسات من اختراق دفاعاتنا الطبيعية، وتدخلنا دورة المرض
وتجعلنا بحاجة للعناية وتناول الأدوية للخروج منها.
إذاً
علينا الاقتراب من درجة الحرارة المثلى للجسم والبالغة ٣٧ درجة
مئوية، وتقوية دفاعاته بالأغذية والفيتامينات. وهناك بعض النصائح العملية، ننجح من
خلال التقيد بها في الحفاظ على سلامتنا ووقاية جسمنا من الأمراض والأوبئة الشتوية:
ارتداء ملابس ثقيلة، لكن ليس لدرجة التعرق، والتزود
بلفحة برد عند الخروج إلى الأماكن المكشوفة الباردة التي تضعف فجأة مقاومة الجسم
حيث تكون الجراثيم لنا بالمرصاد. قبل خروجنا، يفضّل ارتداء المعطف الواقي، وتغطية
الرأس بغطاء أو قبعة، ولف شال حول الرقبة، ولا ضير في ارتداء القفازات.
وكما
في الصيف، فإن الإكثار من تناول الماء
ضروري
لإمداد الجسم بطاقة الاستقلاب والعمليات الحيوية وتدفئة الأطراف الأكثر تعرضاً
للبرودة. لمن لا يطيق تناول الماء الزائد، يمكنه تناول مشروبات ساخنة كالشاي، خاصة
الأخضر المتميز بقدرته الوقائية من النزلات الصدرية، مثل فيتامين (ج)، لاحتواءه
على مضادات الأكسدة التي تقي من ضرر الشوارد الحرة، واحتواءه على مواد لفتح الشعب
الهوائية. فوائد جمة يجنيها الجسم أيضاً من تناول فنجان ساخن من الكاكاو والحليب
لاحتوائه على مضادات الأكسدة، وعلى نسبة عالية من الفلافونويدات الواقية من تصلب
الشرايين.
الانتباه
عند النوم إلى استخدام أغطية تشمل الجسم كله باستثناء محيط التنفس، وقادرة على
تدفئة الأطراف بشكل جيد. هنا ينصح بالتوازن بين الأغطية وملابس النوم، بحيث لا
نستغني عن الغطاء أثناء النوم وبالتالي التعرض للبرد والإصابة بالزكام في اليوم
التالي، أما إذا كنا متقدمين في العمر قليلاً فأثر ذلك سيبدو جلياً على آلام
العظام والظهر.
أثناء
هطول الأمطار والثلوج، تبدو الرياضة المنزلية أفضل طريقة لتنشيط الجسم من خلال
الأجهزة الرياضية المنزلية، خاصة وأنها منتشرة بشكل واسع هذه الأيام، حتى تلك المستعملة على مواقع
الإعلانات المجانية تقدم لنا خيارات إقتصادية عديدة.
أما
بالنسبة للشعر وإصابته بالجفاف والتقصف، فينصح
بغسله بالماء الفاتر مرتين أو ثلاث أسبوعياً فقط وتجنب المجفف الكهربائي، لأن غسله
اليومي يفقده الزيوت الطبيعية المفيدة كزيت الزيتون وجوز الهند التي نجدها في
الكريمات، واستخدام شامبو بالأعشاب الطبيعية والفواكه دون المواد الكيماوية،
واستخدام البلسم للحفاظ على قوته ولمعانه ونعومته، وتناول الخضار والمكسرات
والأطعمة الغنية بفيتامين "إي".
ولتجنب
تشققات البشرة الناتجة عن البرودة والجفاف، ينصح هنا أيضاً بالأكثار من تناول
المياه والأغذية الحاوية على مضادات الأكسدة وفيتامين "أ" و"سي"
مثل الخضار الطازجة والفواكه الملونة، ومادة "السيلينيوم" المتوفرة في
الجمبري والمحار وسمك السلمون والتوت، وتناول القمح الكامل الغني بالألياف،
واستخدام الكريمات في نواحي الجسم الأكثر هشاشة، كاليدين والشفاه وكعب القدم.
لكل
فصل من فصول السنة خصائصه ونكهته، يبقى علينا إكتشاف تلك المتعة بما يناسب أذواقنا
وطقوسنا دون التذمر من البرد أو الحر أو الجفاف والمطر!